الخميس، 10 يناير 2013

أم سليم


الله -جل جلاله- ضرب مثلا للمؤمنين والمؤمنات، فقال تعالىٰ: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) [التحريم:11-12].
مثل أعلىٰ، وأنموذج أسمىٰ، لكل مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة، وما آسية زوج فرعون، ولا مريم ابنة عمران إلا درتان مضيئتان بعقد ذهبي من النساء علىٰ مر التاريخ، فالمرأة منذ فجر الإسلام شريكة الرجل في الفضل، وقسيمته في الخير، ورفيقته في مسيرة الإيمان.
وسيبقىٰ الإسلام مَدِيناً بالفضل لنساءٍ خَطَبْنَ وُدَّه، وبنين مجده، وأعظمن رفده، أسماء لن تمحىٰ من دفتر الكون، وجهود نسائية لن تتوارىٰ عن شاشة الفضل، ولآلئ وضَّاءة لن تختفي من جبين الدهر.
هل سينسىٰ الإسلام خديجة -رضي الله عنها- أو فاطمة أو عائشة أو أسماء، أو غيرهن من آلاف النِّساء علىٰ مَرِّ التاريخ، جملْنَ صُورة الدين، وشددن أزر المؤمنين، ورفعن راية المجاهدين.

يا بِنَاء الأَجْيَالِ لا زِلْتَ عِطْرَاً *** ضُمِّخَتْ مِنْ عَبِيرِهِ الأزْهَارُ
عَجِبَ الدَّهْرُ للنِّسَاءِ اللَّواتي *** هُنَّ فِي لَيْلِ عُمْرِه أَقْمار
مِنْ مَزَايَا تأْدِيبِهِنَّ ارْتَقَيْنَا **** وازْدَهَيْنَا وَطَابَت الأَخْبارُ
نِسْوَةٌ ما هَتَكْنَ لِلطُّهْرِ سِتْرَاً *** أو تَمَشَّى فِي ساحِهِنَّ البَوارُ

ولا أريد أن أزاحم موضوعي اليوم بمقدمة طويلة، وحديث مسهب عن المرأة ودورها في نصرة الإسلام، ولا عن بيان مكانتها وإكرام الله ورسوله لها، فذلك واضح جلي، مشرق بهي، ناصع زكي؛ لكنني أعرض لكم قصة موجزة علىٰ شاشة الفضيلة، من إنتاج مدرسة الإسلام، وإخراج تربية النبوة, قصة لامرأة، ولكنها ليست كقصص الممثلين والممثلات، والهابطين والهابطات، التي تبث الخنا، وتنشر الفسق، وتمجد الرذيلة، وتتلف الأخلاق، وتحارب الخلاق.
إنها امرأة ربما يخفىٰ فضلها علىٰ كثير من أبناء الجيل وبناته، ونسائه ورجالاته، ولكنها تعدل آلاف الرجال والنساء، بل تعدل دولا كاملة برجالها ونسائها، ورؤوسها وجيوشها، أخذت الدين بقوة، وتألقت في إجلال النبوة، وأبدعت في الشجاعة والفتوة؛ حياتها أدب، وأمرها عجب، وتاريخها ذهب، فمن تكون؟.
إنها أم سليم الأنصارية، رضي الله عنها وأرضاها. اسمها سهلة، وتلقب بالغميصاء، أو الرميصاء، وهي من أخوال النبي -صلى الله عليه وسلم-. أسلمت قبل قدوم النبي -صلى الله عليه وسلم- للمدينة، حرة ذكية، عابدة تقية، طاهرة زكية.
ولقد عظم فضل هذه المرأة علىٰ أسرتها وأقاربها، بل علىٰ الإسلام وأهله جميعا، تأمل أسرتها المباركة! زوجها أبو طلحة الأنصاري -رضي الله عنه-، أخوها حرام بن ملحان -رضي الله عنه-، أختها أم حرام، ابنها أنس بن مالك -رضي الله عنه-، خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ ولكل منهم نبأ غريب، وتاريخ عجيب، ولا يمكن الحديث عنهم جميعا، فبعضهم يحتاج إلىٰ خطب عديدة، ولكننا سنشير إلىٰ بعض الأحداث من حياتهم فقط، ونفرد الحديث لأم سليم.
حينما بدأ مصعب بن عمير -رضي الله عنه- بنشر الإسلام في المدينة آمنت أم سليم، ولم تتردد لحظة واحدة، ولم تنتظر قدوم زوجها الغائب مالك بن النضر، فلما قدم زوجها استشاط غضباً، وصرخ في وجهها: أصبوتِ؟ قالت: ما صبوتُ، ولكني آمنتُ، ثم جعلت تلقِّن طفلها الرضيع أمام والده، وتقول له: يا أنس، قل: لا إله إلا الله، قل أشهد أن محمداً رسول الله؛ فيبدأ الولد يردد مع أمه كلمة التوحيد، مما زاد غضب الوالد؛ فقال لها: لا تفسدي عليَّ ابني. فتقول له في هدوء وثبات: إني لا أفسده.
فخرج زوجها من المنزل يتفجر غضباً يريد أن يغيب وجهه عن هذه المرأة التي فسدت وأفسدت ولده في نظره، فبينما هو في طريقه لقيه عدو له فقتله، فلما بلغ أم سليم الخبر قالت: لا جرم، لا أفطم أنَسَاً حتىٰ يدع الثدي حياً، ولا أتزوج حتىٰ يأمرَني أنس، وحتىٰ يجلس في المجالس فيقول: جزىٰ الله أمي عني خيراً، لقد أحسنت ولايتي.
كبر أنس، وجلس في المجالس، فأقبل أبو طلحة الأنصاري وكله أمل أن يظفر بهذه المرأة ويحظىٰ بزواجها، وقد علم بشرطها فانتظر حتىٰ كبر أنس، ثم أقبل إليها يخطبها، وقال: يا أم سليم، قد جلس أنس، وتكلم في المجالس. فقالت: يا أبا طلحة مثلك لا يرد، ولكنني مؤمنة، وأنت مشرك. يا أبا طلحة، ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده هو حجر لا يضرك ولا ينفعك، أو خشبة تأتي بها النجار فينجرها لك؟ هل يضرك؟ هل ينفعك؟ أفلا تستحي من عبادتك هذه يا أبا طلحة؟ أسلم, فإن أسلمت فإني لا أريد منك صداقاً غير إسلامك.
فإذا بأبي طلحة كأنما يفيق من سبات، ويحيا من موات، ويصحو من غفلة؛ وإذا بنفسه تتضاءل أمامه، أتكون هذه المرأة أكبر منه عقلاً، وأحسن فهماً، وهو العاقل اللبيب، الماجد الأريب؟ فإذا بالإسلام ينساب إلىٰ قلبه كما ينساب الجدول الرقراق إلىٰ الأرض الموات، فتهتهز وتحيا وتنبت من كل زوج بهيج، وينطق بالشهادتين أمامها، وتوافق علىٰ زواجه، فتصبح ذات أغلىٰ مهر عرفته الدنيا إن مهرها الإسلام! ويحسن إسلام أبي طلحة، ويكون من أصحاب بيعة العقبة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فلما قدم المصطفىٰ -صلى الله عليه وسلم- إلىٰ المدينة لم تجد أم سليم هدية تقدمها له أغلىٰ من ثمرة فؤادها، وقرة عينها، وأُنْس حياتها: أنس، فقالت: يا رسول الله، هذا أنس يخدمك. فكان ذلك غاية الذكاء منها، وميزة لم يسبقها غيرها إليها، واختارت لابنها اختيارا لا يماثله شيء، وقدمت لذلك خدمة جليلة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وللإسلام، بهذا الخادم العظيم، والفتىٰ الكريم، الذي روىٰ لنا آلاف الأحاديث، ونقل إلينا حقائق ودقائق من حياة المصطفىٰ -صلى الله عليه وسلم- لا يعرفها غيره.
وبدأت الحياة الجهادية المباركة لأم سليم، فحينما وقعت غزوة أحد خرجت مجاهدة في صفوف المسلمين، وكانت هي وعائشة -رضي الله عنهما- تنقلان القرب علىٰ متونها، ثم تفرغانها في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم؛ وهكذا حتىٰ انتهت المعركة، فكم من ظامئ سقَتاه! وكم من هالك أنقذتاه! بإذن الله تعالىٰ.
أما حرام بن ملحان، أخو أم سليم، فقد بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- من بين سبعين قارئا من خيار الصحابة ليدعو إلىٰ الإسلام بناء علىٰ طلب من بعض قبائل العرب الذين غدروا بهم فيما بعد، فلما وصلوا إلىٰ بئر معونة، وهي مكان بني عامر وبني سليم بين مكة وعسفان، عدا إليهم عدو الله عامر بن الطفيل، واستعدىٰ عليهم قبائل من بني سليم فخرجوا إليهم، وأحاطوا بهم في رحالهم، وقاتلوهم حتىٰ قتلوا جميعاً ولم ينج منهم إلا رجل واحد.
وقد قام أحد هؤلاء المقاتلين إلىٰ حرام بن ملحان فطعنه بالرمح بين كتفيه فخرج الرمح من صدره، فإذا به يمسح الدم عن صدره وينضحه بيده علىٰ وجهه ورأسه يقول: الله أكبر! الله أكبر! فُزْتُ وربِّ الكعبة! فزت ورب الكعبة! يقول القاتل: فقلت في نفسي وما فاز؟ ألست قد قتلت الرجل؟ فأخذ يسأل عن معنىٰ كلامه، فعرف أن قصده بالفوز: الشهادة، فقال القاتل: فاز لَعَمْرُو الله! ثم أسلم بسبب موقف حرام بن ملحان.
وقد حزن النبي -صلى الله عليه وسلم- حزنا شديدا علىٰ أصحابه، وبقيت غصة تؤرقه إلىٰ أن مات، ومكث شهرا كاملا يقنت ويدعو علىٰ مَن قتلهم، وقد زاد هذا الموقف لحرام بن ملحان من عطف النبي -صلى الله عليه وسلم- علىٰ أم سليم وحبه لها، وإكرامه إياها، وقد كان لا يدخل بيتا غير بيتها، فسئل عن ذلك فقال: إني أرحمها؛ قُتِل أخوها معي.
ولقد كان لدخول النبي عليها، ومَقِيله في بيتها، أخبار شائقة، وقصص عابقة، ومواقف رائقة، يقول أنس: دخل علينا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال عندنا، فعرق، وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا أمَّ سليم، ما هذا الذين تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب. أخرجه مسلم.
وفي رواية: فجاءت أم سليم وقد عرق النبي -صلى الله عليه وسلم- واستنقع عرقه علىٰ قطعة أديم علىٰ الفراش، ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها، ففزع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما تصنعين يا أم سليم؟ فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا، قال: أصبت.
ويروي أيوب عن ابن سيرين أن أم سليم قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقيل في بيتي، وكنت أبسط له نطعا فيقيل عليه فيعرق، فكنت آخذ سكا فأعجنه بعرقه، قال ابن سيرين: فاستوهبت من أم سليم من ذلك السك فوهبت لي منه؛ يقول أيوب: فاستوهبت من محمد بن سيرين من ذلك السك، فوهب لي منه، فإنه عندي الآن؛ ولما مات محمد بن سيرين حنطوه بذلك السك المعجون بعرقه -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن سعد في الطبقات:8/428.
ودخل -صلى الله عليه وسلم- عليها مرة وعندها قربة معلقة فشرب منها، فقامت إلىٰ في السقاء فقطعته، واحتفظت به عندها، ترجو بركته، وتصونه عن الابتذال؛ لأن فم المصطفىٰ -صلى الله عليه وسلم لامسه-، وشفتاه امتزجت به.
يا الله! يا الله! يا الله! لقد خَصَّ أهل هذا البيت بكثير من بركاته -صلى الله عليه وسلم-، ونالوا منه ما لم ينله غيرهم؛ هذا أبو طلحة زوج أم سليم، لما كان في الحج مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجاء المصطفىٰ ليحلق شعره, تسابق الناس علىٰ شعره، فحلق شق رأسه الأيمن، وأعطاه كله لأبي طلحة، وحلق النصف الآخر، وقال: لأبي طلحة وزعه علىٰ الناس، فكان الناس في كفة وأبو طلحة في كفة، فذهب بتلك الشعرات الطاهرات في قمة الفرح وغاية السرور إلىٰ أم سليم التي احتفظت بها وجعلتها في طيبها.
وكان -صلى الله عليه وسلم- يداعب أطفالها، يقول أنس: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يزور أم سليم فتتحفه بالشيء وتصنعه له، وأخ لي أصغر مني يكنىٰ أبا عمير، فزارنا يوماً فقال: "ما لي أرىٰ أبا عمير خاثر النفس"، قالت: ماتت صعوة له كان يلعب بها -طائر صغير- فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يمسح رأسه، ويقول: "يا أبا عمير، ما فعل النغير" أخرجه ابن سعد في الطبقات وأصله في الصحيحين.
ويقول أنس -رضي الله عنه- دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- علىٰ أم سليم فأتته بسمن وتمر، فقال: إني صائم؛ ثم قال لهم: قوموا فلأصَلِّ بكم، فقام في ناحية البيت، فصلَّىٰ بهم صلاة غير المكتوبة هي وابنها وأختها أم ملحان -يعرف صلى الله عليه وسلم مدىٰ حب أم سليم له، فأراد أن يكرمها بالصلاة في بيتها- فصلىٰ بهم، ودعا لأم سليم وأهل بيتها، فقالت: يا رسول الله، إن لي خويصة، قال: "ما هي" قالت: خادمك أنس، يقول أنس: فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به، ثم قال: "اللهم ارزقه مالاً وولداً وبارك له"، فإني لمن أكثر الأنصار مالاً، ودفن لي من صلبي إلىٰ مقدم حُجَّاج البصرة بضعة وعشرون ومائة. أخرجه البخاري.
ولما وقعت معركة حنين كانت أم سليم من أبرز المجاهدين والمناضلين مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رغم أنها كانت حاملا بابنها عبد الله، فحزمت خنجرا علىٰ وسطها، فخاف عليها زوجها أبو طلحة، وقال: يا رسول الله! هذه أم سليم معها خنجر، فقالت أم سليم: يا رسول الله، أتخذ هذا الخنجر، إن دنا مني أحد من المشركين بقرْتُ به بطنه، وأقتل هؤلاء الذين يفرون عنك، كما تقتل هؤلاء الذين يقاتلونك، فإنهم لذلك أهل. فتبسم النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "يا أم سليم، إن الله قد كفىٰ وأحسن.

 وَكَمْ رَفَعَ النِّساءُ صُرُحَ مَجْدٍ *** تَلِيدٍ في عُصُورٍ خَالِياتِ
رَسَمْنَ بِروْعَةِ الإِيمانِ نَهْجَاً *** بلوْحاتِ اليَقِينِ الهَائماتِ
وكَانَ لَهُنَّ في الهَيْجا سُيُوفٌ *** بِهاماتِ العَدُوِّ مُطَوِّحَاتِ
وَمَا زالَتْ قَوَافِلُهُنَّ فينَا *** يُجَمِّلْنَ الرُّسُومَ البَالياتِ

هذه أم سليم المؤمنة المجاهدة، فكيف كانت أم سليم الزوجة؟ كان لأم سليم غلام مريض، وخرج والده أبو طلحة إلىٰ بعض بساتينه، فمات الغلام، فقامت أم سليم فغسلته وكفنته وحنطته، وسجت عليه ثوبا.
فجاء أبو طلحة فتطيَّبَتْ له وتزيَّنَتْ، فكان أول سؤال له عن الغلام، فقالت له: خير ما كان، تعشَّهْ، فتعشَّىٰ وأصاب منها ما يصيب الرجل من أهله.
ثم قالت: يا أبا طلحة، أرأيت أهل بيت أعاروا أهل بيت عارية فطلبها أصحابها فأبوا أن يردوها. فقال: أبو طلحة ليس لهم ذلك، إن العارية مؤدَّاة إلىٰ أهلها، قالت: فإن ابنك كان عارية من الله، وإن الله قد قبضه. فاسترجع وحمد الله.
فلما أصبح غدا إلىٰ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان الوحي قد جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه القصة العجيبة، فلما رأىٰ أبا طلحة إذا به يقول له: "يا أبا طلحة، بارك الله لكما في ليلتكما" فحملت وولدت غلاما، فأرسلت به مع أنس، وأرسلت معه تمرات عجوة إلىٰ النبي -صلى الله عليه وسلم- ليحنكه.
فأخذه النبي ومد رجليه وأضجعه عليها، ثم مضغ التمرات وجمعها بريقه، ووضعها في في الصبي، فجعل الصبي يتلمظُّها، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: "أبت الأنصار إلا حب التمر"، فكان لذلك الغلام سبعة بنين، كلهم ختم القرآن، وجاهد في سبيل الله. أخرجه ابن سعد في الطبقات، وأصله في الصحيحين.
يقول -صلى الله عليه وسلم-: "دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذه الغميصاء بنت ملحان، أم أنس بن مالك" أخرجه مسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق