الخميس، 10 يناير 2013

الغش


هذا الدين قائم على الطهر والنقاء، والوضوح والصفاء، والصدق والوفاء، واضح في أحكامه، جليٌّ في تشريعاته، صادق في توجيهاته، إنه نورٌ يشرق، وضياء يتلألأ؛ واضحٌ وضوحَ النهار، ساطع سطوع الشمس، نقيٌّ نقاءَ الماء الزلال: (نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) [النور:35].
نور يبدد ظلمات الجهل، ويطرد غياهب الخنا، ويمقت دهاليز الرذيلة؛ يرفض الغموض، ويبغض الالتواء، ويكره المخادعة؛ شعائره لا تؤدى في سراديبَ مظلمةٍ، ولا زوايا مختبئة، ولا أنفاق معتمة؛ فهو قائم على الوضوح والصفاء في المظهر والمخبر، والسر والعلن، والليل والنهار؛ وأتباعه يجب أن يجللهم هذا الصفاء، ويعمهم هذا النقاء، ويسودهم ذلك الوضوح.
دعاهم إلى جمال الظاهر، وحسن السمت، وروعة الهندام، وطهارة البدن؛ وأمرهم بصفاء النفس، وطهارة الفؤاد، ونقاء القلب، وسلامة الصدر، والصدق في القول والعمل؛ بل جعلها هي الأصل، وبيَّن أنها محل نظر الرب فقال: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" رواه مسلم.
ولقد حذر القرآن الكريم، وحذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من كل الصفات التي تنافي جمال الظاهر والباطن، وتخالف صدق المظهر والمخبر، وتتنافى مع صفاء، الدين ووضوح الشرع، ونصاعة المنهج. ومن أسوأ الصفات التي نهى عنها الإسلام، وحذَّر منها الدين: الغش.
الغش كلمة مأخوذة من الغشش، وهو المشرب الكدر، وللكلمة معان عدة متقاربة، فالغش بمعنى عدم النصح، وبمعنى الغل والحقد، وبمعنى ما يخلط من الرديء بالجيد، وبمعنى سواد القلب وعبوس الوجه.
ومفهوم الغش مفهوم واسع، فهو ليس فقط في البيع والشراء، بل هو أشمل من ذلك وأعم، فكل ما لم يصدق فيه المرء من نية أو قول أو عمل فهو غش؛ والغش بكل أنواعه، وجميع أقسامه، يشمله حديث من جوامع كلمه -صلى الله عليه وسلم- هو قوله: "من غش فليس منا" صحيح الجامع؛ فهذا تبرؤ من الغاش، وتنكر للخائن، وثورة في وجه المخادع.
إن الغش من كبائر الذنوب، وعظائم المعاصي، وفظائع الخطايا، يدل على خبث النفس، وظلمة القلب، وسواد الفؤاد، وقلة الدين. وسنوجز القول في بعض أنواع الغش؛ لنبين فداحة أمره، وسوء عاقبته، وخبث سبيله.
أولا: الغش للنفس: إن أعظم أنواع الغش أن يغش الإنسان نفسه فلا يصدق لها في النصيحة، ولا يقيمها على الدين، ولا يهذبها بالشرع، ولا يزكيها بالهدى، وقد قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس:9-10]؛ فالذي غش نفسه مصيره الخيبة، وعاقبته الخسران: (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [آل عمران:162].
ثانيا: الغش في البيوع والمعاملات: هذا ميدان الغش الواسع، ومجاله الفسيح، تزل فيه الأقدام، وتكثر فيه الآثام، ويتهاوى فيه الأنام، إلا من رحم الملك العلام. انظر إلى أرباب التجارة، وأصحاب الحرف، وذوي المهن، ومُلاك البضائع، قليلٌ منهم من يصدق في تجارته، وينصح في بضاعته، ويخلص في مهنته؛ أما الأغلبية الساحقة فغش وخداع، وزور وبهتان، وكذب وخيانة، وغدر وتغرير، وبخس وتزوير.
إنَّ الغِشَّ كبيرةٌ من الكبائر، ومُحَرَّمٌ أشدَّ التحريم، مُوجِبٌ لمــَقْتِ الله، جالب لسخطه، سبب في عقوبته؛ إنه أكل للمال بالباطل، وإنباتٌ للجسم من الحرام والسحت، وأيّما جسم نبت من حرام فالنار أولى به.
إن المجال لا يسمح لعرض كثير من أنواع الغش في البيوع والمعاملات فهي أكثر من أن تحصى، ولكن الحلال بين والحرام بين، والإثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء:29].
فنهى -سبحانه- عن أكل الأموال بالباطل، والغشُّ من الباطل، وبيَّن أن التجارة لا تحمد ولا تحل إلا إن كانت عن التراضي من الجانبين، والموافقة من الطرفين، وذلك لا يكون إلا بالصدق في البيع، والبعد عن الغش، والسلامة من الكذب.
كم من مسلم جمَع أمواله، وضيَّق على نفسه، ومكث عمرا طويلا يضع الريال على الريال، أو الدرهم على الدرهم؛ ليشتري سلعة يستعين بها في مسيرة حياته، ويصون بها نفسه، ويسعد بها أهله، من عقار أو سيارة أو آلة أو غير ذلك، ثم يضع ثقته في إنسان يتوهم فيه التدين، ويظن به الخير، فيوهمه بروعة السلعة، وحسن فائدتها، وعظم جودتها، وزهادة سعرها، وقد يغلف ذلك الكلام بأيمان مغلظة، وحلف فاجر، وبتمثيل خبيث، وهو قد دس السم في العسل، ونوى على الغش والدغل، فينخدع له المسلم، وينغر به المؤمن، فيقع في الفخ، ويذهب ضحية الغش، ويبقى على الغاش الجرم والإثم، واللعنة والسخط، والبغض والمقت!.
يقول -صلى الله عليه وسلم-: "المسلم أخو المسلم، ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعا فيه عيب إلا بينه له" صحيح ابن ماجه، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "مَن غَشَّنَا فليس منا، والمكر والخديعة في النار" حسنه الألباني.
ويبين -صلى الله عليه وسلم- أن كتم العيب في السلعة والكذب في البيع محق للبركة قد يربح المرء، ولكنه ربح منزوع البركة، قليل الثمرة، كبير الإثم، فيقول: "البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإنْ صدق البِّيعان وبيَّنا بورك لهما في بيعهما؛ وإن كتَما وكذبا فعسى أن يربحا، ويمحقا بركة بيعها" متفق عليه.
ومر -صلى الله عليه وسلم- على رجل وبين يديه صبرة طعام يبيعها وقد حسَّنَها، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا؛ فقال: "ما هذا يا صاحب الطعام؟" قال: أصابته السماء يا رسول الله. قال: "أفلا جعلتَه فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني" أخرجه مسلم.
ألا يكفي الغاشَّ تهديداً تبرؤ الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ ومَن تبرأ منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد تبرأ منه الله، وتبرأ منه الدين؛ انظر إلى أحوال كثير من الباعة، وكيف يعرضون الفواكه ويبيعون الثمار فيجعلون أعلاها حسنا جميلا، ويكون الذي في الأسفل رديئا مغشوشا!.
ومن صور الغش في البيوع: بخس الكيل والميزان. قال تعالى: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) [المطففين:1-3]. عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا -يعني أهل المدينة- فأنزل الله -عز وجل- (ويلٌ للمطفِّفين) فأحسَنوا المكيال بعد ذلك. صحيح ابن ماجه.
وقد عَدَّ بعضُ العلماءِ تركَ مكافأةِ مَن يستحق المكافأة من التطفيف؛ لأنه بخْس لحقه، ويقول  -صلى الله عليه وسلم-: "إذا وزنتم فأرجحوا" صحيح الجامع؛ وقال تعالى: (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ) [الأنعام:152].
ومن صور الغش في البيوع: إنفاق السلعة بالحلف الكاذب، قال -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم"، فذكر منهم: "رجلا باع رجلا سلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدَّقه وهو على غير ذلك" متفق عليه. انظر إلى هذا الحديث، وقِسْه على أحوال الناس اليوم، ولا سيما بعد العصر، وما يحدث في معارض السيارات، وأنواع الحراجات.
قال الإمام الشعبي -رحمه الله-: إن رجلا أقام سلعته أول النهار، فلما كان آخره جاء رجل يساومه فحلف: لقد منعها أول النهار من كذا وكذا، ولولا المساء ما باعها منه، فأنزل الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [آل عمران:77]. ما أكثر ما تسمع اليوم: والله لقد جاني فيها كذا وكذا! والله لو غيرك ما يأخذها بهذا المبلغ! والله ما أعطيتك بهذا السعر إلا استفتاح الصباح! إلى غير ذلك من أنواع الحلف الكاذب، والغش الفاضح.
ومن صور الغش في البيوع: التناجش، وهو نوع من أنواع المكر والختل والخديعة، وهو بمعنى أن يزيد الرجل في ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها، ولكن ليسمعه غيره فيزيد بزيادته، وقد نهى -صلى الله عليه وسلم- عن النجش وقال: "لا تناجشوا" صحيح الجامع؛ فهو حرام وخداع، وتغرير بالمشتري، وأي مال أو ربح حصل عن طريقه فهو مال حرام، وكسب باطل.
أرسل عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-‏ عاملا له يبيع له بيعا فلما باعه وعاد قال: لولا أني كنت أزيد فأنفقه لكان كاسدا. فقال له عمر: هذا بخس لا يحل. فبعث مناديا ينادي: إن البيع مردود، وإن البيع لا يحل. ولقد كان هذا ديدن السلف -رضي الله عنهم-، فهم بعيدون عن الغش، منزهون عن الكذب، مترفعون عن الخداع، مصونون من أكل الحرام.
كان لأبي بكر -رضي الله عنه-‏ غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أُحْسِنُ الكهانة، إلا أني خدعته فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلتَ منه. فأدخل أبو بكر يده، فقاء كل شيء في بطنه!.
إن أمة يشيع فيها الغش، ويكثر فيها الخداع، ويظهر فيها الكذب، لهي أمة معرضة للسخط، بعيدة عن التوفيق، محرومة من النجاح، تُعاقَب في الدنيا قبل الآخرة، تحل بها الكوارث، وتنزل بها المصائب، ويسلط عليها الأعداء.
يقول -صلى الله عليه وسلم-: "خمس خصال إذا ابتليتم بهن -وأعوذ بالله أن تدركوهن-: لم تظهر الفاحشة في قوم قط فيعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا". وتأمل اليوم: الزهري والسيلان والإيدز والسرطان وتليف الكبد وغيرها. "ولم ينقصوا الكيل والميزان إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤونة، وجور السلطان؛ ولم يمنعوا زكاة أموالهم رلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا؛ ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم" صحيح ابن ماجه.
ثالثا: الغش في النصيحة: وذلك بعكس الصدق في النصح والإخلاص في التوجيه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال -صلى الله عليه وسلم-: "الدين النصيحة" قالوا لمن؟ قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم" رواه مسلم.
ومن النصح للمسلم أن تحب له، وتنصح له بما تحب لنفسك، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه -أو قال لجاره-- ما يحب لنفسه" رواه مسلم.
رابعا: الغش في الدعوة إلى الله: وأكثر ما يحدث ذلك في بعض الجماعات وأرباب الحزبيات، الذين يبينون للمدعو أنهم هم أهل الحق وذوو الصدق، وأن ما عداهم زور وبهتان، وباطل وخسران، فالقول قولهم، والرأي رأيهم، والطريق طريقهم، من مشى مع غيرهم فقد ضل، ومن استمع لسواهم فقد غوى؛ فتنبت دواعي الحقد، وتقوى عوامل الفرقة، وتشتعل نيران الشتات. والصدق في الدعوة أن تكون خالصة لله، ملتزمة بهداه، مقصودا بها رضاه، (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33].
خامسا: الغش في الوظيفة: وذلك يكون من الموظف بالتقصير في وظيفته، وعدم القيام بحقها، وعدم الصدق والنصح لمن وضعه فيها، وأقامه عليها؛ ويكون الغش باختيار الموظف أيضا، وذلك بعدم النصح في اختياره، وإسناد الأمر إليه وهو ليس أهلا له، ولا مستحقا إياه. وصور الغش في الوظائف كثيرة: الغش في عدم العدل بين الموظفين، الغش في الترقيات، الغش في الترشيحات، الغش في النقولات، الغش في المسابقات، الغش في التقارير.
سادسا: الغش في المدارس: وذلك بإعطاء الطالب ما لا يستحق، وتقديمه على من هو أفضل منه، أو إخباره بالأسئلة، والذي يفعل ذلك يغش نفسه، ويغش المدرسة، ويغش الطالب، ويغش الدولة، ويغش الأمة؛ ويكون كذلك من الطالب الذي يغش في الامتحان، فكلها من الغش المحرم، ومَن غشنا فليس منا.
سابعا: الغش للرعية: وهذا من أعظم أنواع الغش، ومن أشدها عقوبة، وأكثرها حرمة، وأكبرها خطرا؛ يقول -صلى الله عليه وسلم-: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" متفق عليه؛ وهي تشمل كل راع: الوالي في ولايته، والرئيس في رئاسته، والمدير في إدارته، والرجل في بيته ومع أهله وأبنائه، والمرأة في بيتها ومع زوجها وأبنائها.
والغش للرعية من كبائر الذنوب، وغش الرعية يكون بعدم حكمهم بما أنزل الله، وترك أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وعدم إعطاء كل ذي حق حقه، وعدم النصح لهم، وعدم إحسان تربيتهم، وإقامة العدل فيهم، و"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال:27].
إن الغش يجمع أسوأ الصفات، وأقبح المعاصي، فهو يجمع الكذب والبتهان، والزور، والخداع، والمكر، والاحتيال، والنصب، وخيانة الأمة، والتغرير، وأكل المال بالباطل، وعدم الرضا بقدر الله، وما قسم من الرزق إلى غير ذلك، من ذميم الأخلاق، وسيئ الخصال، فهو ظلمات بعضها فوق بعض؛ أجارنا الله وإياكم من أهله، وحفظنا من أربابه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق