الإنسان لو ترك لشأنه،
ووكل إلىٰ نفسه، ولم يؤمر بأوامر معينة، أو يُدل علىٰ فضائل مبينة، أو يدعىٰ إلىٰ
أعمال محددة، لغفل قلبه، وضعفت نفسه، وتاه فكره، ومضىٰ وقته، وانقضىٰ عمره غرورا
وهباءً، وغفلة وضياعا.
وذلك يشمل الإنسان، أي
إنسان، حتىٰ المؤمن بربه، المقر بتوحيده، المعترف بربوبيته، فلو لم ترسم له معالم،
وترفع له رايات، وتزف له آيات، لبقي تائها في عبادته، متحيرا في مسيرته، مبعثرا في
أفكاره.
والقلوب تغفل وتلهو،
والأنفس تكل وتمل، والإنسان بطبعه يستثقل التكاليف، إلا من استعان بالله فأعانه،
وتوكل عليه فهداه، واستنصر به فنصره.
وإن المتأمل في هذا
الدين القويم، والنهج العظيم، يجده غاية في الإبداع، وآية في الكمال، ونهاية في
الجمال والجلال؛ فإذا آمن الإنسان بربه، وصدق بكتابه، ورضي برسوله، فإنه يتابعه
بالحفظ، ويكلؤه بالعناية، ويحوطه بالرعاية، ويمده بأسباب الهداية، ينثر كنانة
الخير أمامه، ويُجري أنهر البر عن يمينه وشماله، ويرسل غيث التزود للتقوىٰ أمَنَةً
منه، هنيئا مريئا، وسائغا فراتا، وسقيا رحمة لا سقيا عذاب.
فإذا كادت ثمار
الإيمان في القلب أن تذبل، نزل عليها غيث الوحي، فاهتزَّتْ وَرَبَتْ وأَنْبَتَتْ
من كل زوج بهيج، فإذا بالمؤمن في تزود دائم، وعطاء متصل، وتذكير مستمر، يربط قلبه
بالدين، وتشد نفسه للهدىٰ، ويعمر وقته بالطاعة.
وإذا أردت أن تتضح لك
الصورة، ويتبين لك المراد، وتفهم المقصود فتأمل معي: القرآن موجود بين أيدينا،
والسُّنَّة ماثلة أمامنا، ودلائل التوحيد ناطقة بلسان الحال والمقال، والمؤمن مقر
ومعترف بالله تعالىٰ، وبالكتاب، وبالنبي، وبالجنة، وبالنار؛ لكن، لو لم يُلزَمْ
بِتكاليفَ مُعَيَّنَةٍ، ويُرْبَطْ بِشعائرَ مُحَدَّدَةٍ، ويُحَثُّ علىٰ أعمالٍ
مُتَعَدِّدَةٍ، لضاعت أعمارُ كثيرٍ من الناس، وانقضت أوقات الأغلبية من البشر، دون
عمل يُذكر، أو اجتهاد يحمد، أو طاعة تعرف.
فأُلزم الإنسان مع
إيمانه بالله، وتصديقه بكتابه، ورضاه برسوله، ألزم بخمس صلوات في اليوم والليلة،
يمْثُل فيها أمام ربه، ويبرهن فيها علىٰ صدق توحيده، وحقيقة إيمانه، وصفاء إسلامه،
وأمر فيها بآيات مخصوصة، وأذكار معلومة، وحركات مرسومة حينما تتأملها تجدها اختيرت
بعناية، وحددت لغاية، فاختيار سورة الفاتحة لهدف، والأمر بالتكبير والتسبيح
والتعظيم لهدف، وهيئة الركوع والسجود لهدف، وصلاة الجمعة والجماعة لهدف، وصلاة
العيدين والكسوف والخسوف لهدف.
وألزم الإنسان بصوم
رمضان لتحقيق منافع جمة، وفوائد بديعة في الدنيا والآخرة، ولو ترك الناس ليصوموا
من السنة ما شاؤوا لمرت سنوات عديدة وكثير من الناس لم يحدث نفسه بالصوم، ولم يجد
وقتـاً لمجرد التكفير فيه، ولو أمروا بصيام شهر من السنة دون تحديد، لتباينوا
واختلفوا، وتفرقوا وانقسموا، وحدث الصراع بين المرء وزوجه، والأب وابنه، والخادم
وسيده؛ كل له رأي، وكل له نظر، وما قيل عن الصيام يقال عن الحج.
وألزم الناس بالزكاة
في مال معلوم، ووقت معلوم، وقدر معلوم، ولو ترك الأمر لاختيارهم، ووكل علىٰ حسب
أنظارهم، لمات أناس وهم لم يجدوا الفرصة بعد لزكاة الأمـوال، وذهبت أعمار وهي في
غمرة جمع الأموال لم تبذل شيئا لرضا العزيز المتعال؛ يموت الفقير، ويهرم المسكين،
ويهلك الجائع، وصاحب المال لم يجد الفرصة بعد للبذل من ماله، فإذا تدخل الشرع،
وحدد الأمر، وعين الوقت، وبين القدر، فذلك أفضل مُعين للمؤمن، وخير مُساعد للمسلم.
والقرآن الكريم لو ترك
الناس وشأنهم معه لربما انقضت أعمار بعضهم ولم يقرأ سورة، أو يتلو آية، فلذلك أمر
بقراءته في الصلاة، ودعا إلىٰ سور معلومة، وآيات مخصوصة، تعوض تقصيره، وتكفل
تذكيره.
وحينما تتأمل هذه
القضية، وهي حَثُّ المسلمِ علىٰ قراءة سور محددة، وآيات مخصوصة، وأوراد معلومة،
تجد أمرا عجبا, فالقرآن كله كلام الله، والسنة كلها وحي من الله، (وَمَا يَنْطِقُ
عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم:٣-٤]، فلماذا تختار هذه
الآيات، وتفرض تلك الكلمات؟.
وحينما تتأمل في تلك
السور التي أُمِرنا بقراءتها، ودعينا إلىٰ الترنم بها، نجدها في الغالب قد حوت
موجز الدين، وملخَّص الرسالة، وحقيقة المنهج.
فسورة الفاتحة -مثلا-،
هي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم، فيها الثناء علىٰ الله وتمجيده، وفيها
التوحيد، وفيها التذكير باليوم الآخر، وفيها حثُّ الناس علىٰ اللجوء إلىٰ الله
تعالىٰ، والتضرع إليه، وفيها الحث علىٰ إخلاص العبادة لله تعالىٰ، وفيها سؤال الله
الهداية للطريق المستقيم والثبات عليه، وفيها الترغيب في الأعمال الصالحة،
والتحذير من مسالك أهل الباطل والضلال، فهي موعظة ربانية عظيمة القدر، عميقة
الأثر، بديعة النظم، جامعـة مانعـة، تترد علىٰ الأسماع، وتتلىٰ علىٰ القلوب
والأفئدة في أثر متجدد، وقبول مستمر، ونغم مستحسن.
وسورة البقرة، سورة
عظيمة المنزلة، كبيرة المنفعة، والشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة،
ولكن، من فاتته قراءة سورة البقرة، فقد اختير له منها مقطعان عظيمان فيهما الخير
الكبير، والمنفعة العظمىٰ، والبركة القصوىٰ، الأول هو آية الكرسي، وهي أعظم آية في
كتاب الله تعالىٰ، كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- .
وقد حث النبي -صلى
الله عليه وسلم- علىٰ قراءتها واتخاذها وردا من الأوراد، والمسلم لا يزال عليه من
الله حفيظ، ولا يقربه شيطان حتىٰ يصبح، إذا قرأها حين يأوي إلىٰ فراشه؛ فهي آية
بديعة شاهدة بالعظمة، معلنة بالتوحيد، ناطقة بالكمال والجلال والجمال، قال تعالىٰ:
(اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا
نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ
عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ
وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
[البقرة:٢٥٥].
والمقطع الآخر من سورة
البقرة -وهو من الأوراد المأمور بها- هو الآيتان الأخيرتان منها، قال -صلى الله
عليه وسلم-: "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" أخرجه
البخاري. قيل: معناه كفتاه المكروه تلك الليلة، وقيل: كفتاه من قيام الليل.
وهُما قوله تعالى:
(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ
آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ
مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ
الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ
وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ
أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا
عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة:285-286].
وإذا تأملت آية الكرسي
والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، عرفت الحكمة من اختيارهما، وعرفت أسباب
الروعة، ومواطن الجمال، ودلائل العظمة.
ومن لم تتح له الفرصة
لقراءة قدر كبير من القرآن؛ فإن بإمكانه أن يعوض ذلك التقصير الذي يطرأ بقراءة
سورة من أربع آيات، ولكنها تعدل ثلث القرآن. قال -صلى الله عليه وسلم-:
"(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص:1] والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث
القرآن" البخاري. وقال رجل: يا رسول الله، إني أحب هذه السورة: قل هو الله
أحد، قال: "إن حُبَّها أدخلك الجنة" أخرجه الترمذي وصححه. فالمسلم يترنم
بهذه السورة آناء الليل وأطراف النهار لما فيها من الأجر، ولما لها من القدر.
ومما حث عليه النبي
-صلى الله عليه وسلم- من السور التي يجعلها المسلم وردا يفتتح به يومه ويختمه:
سورة الإخلاص، والمعوذتان، قال -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن خبيب: "قل
هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء" أخرجه
الترمذي وصححه.
وعن عائشة -رضي الله
عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم
نفث فيهما، وقرأ فيها: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس؛
ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده. أخرجه البخاري.
ويقول -صلى الله عليه
وسلم-: "إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتىٰ غفر له، وهي تبارك الذي
بيده الملك" أخرجه الترمذي وحسِّنَه. فكم فيها من التذكير، وكم فيها من الوعد
والوعيد!.
إن هذا الاختيار لهذه
السور المخصوصة، والآيات المعلومة، له فوائد جمة، ومنافع عظيمة: فهي تعوض تقصير
الإنسان مع القرآن، وهي تحفظ المرء من المكر والكيد والشيطان، وهي تربط المرء
بالواحد الديان. والمتأمل في كل ما يختار من سور، ويُحَدَّد من آيات، يجد أن
اختيارها حكيم، ومدارها عظيم.
وهي جميعا في الغالب
تدور حول إثبات عظمة الله تعالىٰ وتوحيده، واللجوء إليه، والإقرار بربوبيته
وألوهيته وأسمائه وصفاته، والتذكير بالجنة والنار، ويوم العرض علىٰ العزيز الجبار،
حتىٰ يبقىٰ المرء علىٰ بصيرة من أمره، وذكر من ربه، وصلة بمعبوده.
وهذا الباب الحديث فيه
واسع، والمجال لا يسمح بالتفصيل والتطويل، والشرح والتعليل، وإلا فهو باب كريم،
ونبأ عظيم، فيه إيجاز وإعجاز، وحكم وأحكام، وروعة وإحكام، وإمتاع وإبداع، وسلوة
وإقناع.
فتأمل مثلا الحث علىٰ
قراءة سورة السجدة، وهل أتىٰ علىٰ الإنسان حين من الدهر في صلاة الفجر يوم الجمعة،
وكم في ذلك من الحكم، وكم له من الأثر، فقد اختيرت هاتان السورتان لما اشتملتا
عليه من التعظيم والتقديس لله تعالىٰ، وما اشتملتا عليه من آيات الوعد والوعيد،
وعْد تطرب له النفوس، وتنجذب إليه القلوب، وتشتاقه الأرواح، ووعيد يهز الوجدان،
وترتعد له الفرائص، وتذهل له الأفئدة.
وانظر إلىٰ اختيار سورتي سبح والغاشية في صلاة
الجمعة، أو سورة الجمعة والمنافقون.
وانظر إلىٰ اختيار
سورة الكهف، والحث علىٰ قراءتها في يوم الجمعة فتكون زاداً أسبوعياً للمؤمن في كل
جمعة، يجد فيها ما لذ وطاب مما يغذي الروح، ويروي ظمأ النفس، ويبرد حرارة الفؤاد.
ويجد فيها الذكرىٰ
الواعظة، والعبر الخالدة، بما فيها من القصص، وما تحمل من الأحداث، ففيها قصة
أصحاب الكهف، وقصة الجنتين، وإشارة إلىٰ قصة آدم وإبليس، وقصة موسىٰ مع العبد
الصالح، وقصة ذي القرنين؛ وفيها التركيز والتأكيد علىٰ توحيد الله تعالىٰ، فهو في
بدايتها، وهو مسك ختامها: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ
أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)
[الكهف:110].
وفيها آيات الوعد
الماتعة، وكلمات الأمل الرائعة، يقرأها المؤمن متطيبا متسوكا، لابسا أحسن ملابسه
في هذا اليوم، ثم يتذكر بها الجنة ونعيمها، والفردوس ولباسها: (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ
عَمَلًا * أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ
يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا
مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ
الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا) [الكهف:30-31].
وفيها من آيات الوعيد
ما يخلع القلوب، ويصدع النفوس، فيتذكر المؤمن وهو في هذا الجمع الهادئ الآمن، ذلك
الجمع الرهيب، واللقاء المهيب: (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ
بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا * وَعُرِضُوا عَلَى
رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ
زَعَمْتُمْ أَنْ لَنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا * وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى
الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَا
لِهَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف:47-49].
قال رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال"
أخرجه مسلم. وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء
له من النور ما بين الجمعتين" أخرجه الحاكم وصححه الألباني.
فهل تدبرنا هذه السور
وهذه الآيات؟ وهل عقلناها وعقلنا الحكمة من قراءتها، والفائدة من تردادها؟ أم أن
القلوب غافلة، والأنفس لاهية، والشهوات جاثمة! أين نحن من نداء سورة الكهف في كل
جمعة (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ
زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ
ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف:٢٨]؟
وأين نحن من قوله
تعالىٰ فيها:(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)
[الكهف:46]؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق